أعطي لِطفلكِ ..الثقة
الاتجاه الصحيح الذي ترسمه الأسرة للطفل في تنشئته المبكرة, له أثر ايجابي لاحق يبرز في ملامح سلوكياته المستقبلية, فيصبح عنصراً فعالاً ذا فكر ناضج وواثق من ذاته ويمتاز بين الأفراد بالإبداع والتفوق في الحياة.
والبعض من الباحثين من يفسر مفاهيم (الأمن و الثقة والطمأنينة على إنها نظائر في اللغة, و ضد الأمن الخوف, وضد الثقة الريبة, وضد الطمأنينة الانزعاج, والأمن: يعني الثقة بالسلامة من الخوف) , لذا فإن هناك ضرورة في أن يمارس الأبوان دورهم في تنمية سلوكيات الثقة وتأصيلها في نفسية الأبناء, لأنهم بناة شخصيته الحقيقية ولهم أثر في رفع مستوى نشاطه الذهني والبدني، وبالتالي ستشيع في ذاته الطمأنينة ويستطيع مواكبة الحياة الاجتماعية والتربوية, والخبراء النفسانيون يعبرون عن الثقة على أنها( احترام للذات أو شعور المرء بالثقة بجدارته) , ومن المعلوم أن الثقة تتأصل في ذات الطفل من حقل التجارب الذي يمر به وهو محيط الأهل والرفاق, وبالتالي ستتراكم لديه الخبرات الحياتية التي تنفعه في مسيرته المستقبلية, ومختلف الأبحاث النفسية والطبية أشارت أن سبب من أسباب فقدان الثقة وانعدامها لدى الطفل هم أهله وذووه, فخضوعه للعنف الأسري ومنه العنف اللفظي أو العنف البدني الذي يمارسه الأقوى في الأسرة, أحيانا قد يكون سببه الأبوين أو أحد إخوته الكبار والذي يترتب عليه أضرار بدنية أو نفسية أو اجتماعية كنزع الثقة من ذاته, والتي تفقده نشاطه المعتاد ويصبح في خمول دائم وهذا يخالف تكوينه الطفولي الذي يمتاز بالنشاط, كما أن هذا الخوف يتسبب بأفعال لا إرادية وأضرار له وللمحيط الذي يعيش فيه منها:
1.ظاهرة التبول اللاإرادي, والتبرّز اللاإرادي وقد يكون ذلك أثناء النوم أو في اليقظة أو عند اللعب مع الأطفال.
2.يعمد إلى قضم أظافره أو لَهْم أصابع يديه دون وعي أثناء الانشغال في مشاهدة التلفاز أو عند بقائه وحيدا.
3. يشعر بقلق وخوف ملحوظين من الأهل، ويبرز على ملامح وجهه أمام الآخرين فيتصرف بصورة غير حسنة دون قصد عند الخروج مع أسرته في الأماكن العامة وعند الاختلاط بالمجتمع ويصبح أكثر حزنا وفي مزاج سيء.
تعزيز الثقة لدى الأبناء يعني تحقيق الغاية الإنسانية من التنشئة التي هدفها خلق جيل واع وواثق من ذاته وقادر على تحدي الصعاب.