حق الزوجية
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (َمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )، وقال رسول الله (ص) : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )، فالمرأة هي الركن المهم في الأسرة، فهي المنجبة للأولاد ومنها يرثون كثيرا من المزايا والصفات، وفي أحضانها تتكون عواطف الطفل وتكتمل ملكاته ويتلقى لغته، ويكتسب الكثير من تقاليده وعاداته، ويتعرف على دينه وسلوكه الاجتماعي. كذلك ان الزوجة سكن للزوج، وحرث له، وهي شريكة حياته وربة بيته، وأم أولاده، ومهوى فؤاده، وموضع سره ونجواه، ومن اجل هذا عني الإسلام باختيار الزوجة الصالحة، وجعلها خير متاع ينبغي التطلع إليه والحرص عليه. ولذا إذا وقع عقد القران صحيحا ترتبت عليه آثاره ووجبت بمقتضاه الحقوق الزوجية وهي على ثلاثة أقسام وهي :
ـ حقوق واجبة للزوجة على الزوج.
ـ حقوق واجبة للزوج على الزوجة.
ـ حقوق مشتركة بينهما. وقد أوضحت الشريعة هذه الحقوق في طياتها.
ثم إن استقرار الحياة الزوجية غاية من غايات الإسلام وذلك ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهدا يأويان إليه وينعمان في ظلاله. وان الشراكة الزوجية لا تقوم إلا على السكن والمودة والرحمة وحسن المعاشرة وأداء كل من الزوجين ما عليه من حقوق، وان عقد هذه الشراكة يكون على الدوام والتأبيد إلى أن تنتهي حياة احدهما.
نقول أن الزوجين مهما بلغ بهم الأمر ينبغي لهما أن يستمرا في المصاحبة اللطيفة والعشرة الجميلة مهما طال بهم العمر ومهما تعرضا إلى حوادث ونوائب الدهر، فالمحب والوفي يصبر على شريك حياته، وعندما تصاب الزوجة بمرض خطير، أو من الأمراض التي يطول فيها فترة علاجه، فعلى الزوج أن يصبر على زوجته ويعينها ويخفف عنها آلامها، ولابد له أن يتقبل وضعها الصحي ويستمر بالحياة معها دون أن يشعرها بأنها ثقيلة عليه.
ولما كانت الشريعة الإسلامية قد تدخلت في تنظيم حياة الإنسان فوضعت له الإحكام لتستقيم أمور الحياة على ارض الواقع، ومنها الحياة الزوجية، فقد أوجبت الشريعة المقدسة عدم التخلي عن الزوجة سواءً كانت مريضة أو سليمة، وأنها ألزمته الإنفاق عليها ورعايتها، ثم إن الشريعة وصفت الزوجة بلباس الزوج تأكيدا على ملاصقتها به، فالتعامل مع الزوجة المريضة أو التي أصابها الوهن والضعف يجمع بين بعدين ، الأول ديني، والأخر إنساني ملئه المروءة والوفاء، لان المريض يحتاج إلى من يقف إلى جانبه ويضحي من اجله بالغالي والنفيس. وأخيرا نقول: إن الحلول لجميع المشاكل التي يتعرض إليها الإنسان هو الرجوع إلى الشريعة السمحاء والى الخلق الإسلامي، والتأسي برسول الإسلام (ص) وأهل بيته الأبرار (عليهم السلام) فان في إتباعهم والهدي بهداهم طريق النجاة، قال رسول الله (ص): ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) والحمد لله رب العالمين .