سارية المجد
على خارطة بغداد الواسعة وفي صفحات تاريخها الطويل احداث طويلة ومتغيرات كثيرة وسلاطين وحكام وقصور حكم فيها الطغاة واقاموا عند اطرافها السجون.
رفعوا من شأن الوعاظ ومن يسبح بحمد الطاغوتية واغرقوهم بالذهب والفضة ومرت سياطهم على اجساد المُعذبين والمستضعفين فكتبوا تاريخاً دموياً صوره البعض بأنه التاريخ الاكثر نُصوعا لبغداد وعصر ذهبي بلون العذابات والاهات.
كتب الكثيرون عن بغداد ونسوا الكاظمية وتحدثوا كثيراً عن الجائرين والسفاحين.
على بقعة ملكوتية يقف الشاهقان علواً وعزاً منارتان تعانقان السحابات مع قبتان يسجد عليهما الذهب مفتخراً ومساحات تعبدية تتبتل فيها القلوب وحرم اقدس تطوف حوله الارواح مطمئنة وترفع عندها الاكف بين دعوة وطلب حاجة.
تهفو ارواح العاشقين الى وطن يمنح تأشيرة دخوله للاحرار والعابدين وهم يقطعون الاف الاميال وياتون من كل فج عميق ليقبلوا اعتاب الطهر والقدسية.
وطن يصحو على صوت المآذن ويمسح وجهه بنور المرقدين الشريفين فتخرج الناس من بيوتها وتلقي التحية وتتشرف برؤية المنائر الشاهقات بشموخها وعليائها.
وتبقى عصية على الفكر العبثي ومؤامرات الامبراطوريات وصناع الشر ، فالكبرياء لايثنيه حلم الطاغوت والكاظمية سارية المجد.