بضاعة المفلسين..تصريحات واهية..وتقارير كاذبة
منذ أن حملت تلك السواعد السمر سلاحها ووطأت أقدامها الأرض المستباحة هدأت الأنفس واستقرت وعادت عجلة حياة العراقيين تدور من جديد بعد أن توقفت لأيام وضعت الألباب احتمال استمرارها في الظنون، وكيف لا وجزء من العراق قد استبيح ففي ليلة وضحاها عد لها منذ سنوات وسنوات يكتسح برابرة هذا الزمان محافظة الموصل معلنين أنها نقطة انطلاقهم لبسط سيطرتهم على البلاد، فهي أرضية خصبة بالنسبة لهم!! إذ وجدوا فيها شركاء العملية ورفقاء الدرب ناهيك عن المؤيدين والرعاع الذين ينعقون مع ناعق الساعة حماية لأنفسهم، ولا نتجاهل أن هؤلاء جميعهم قد شكلوا بدورهم سداً منيعاً أمام الشرفاء والوطنيين من أهل هذه المحافظة التي طالما حملت كرامتها عنواناً لها، ولكن ماهو أقوى منهم قوة شُكِّلت بفتوى مرجعها حين نادى حيّ على حماية الدين والعرض والوطن، ومع أول لفظ لبيك ينطلق من أفواههم يرجع الشارع العراقي يتنفس الصعداء من جديد، وها هو والعالم كله يشهد وطأتهم لأكثر من عامين ناظراً بأن النصر وتحركهم متلازمة لا ينفكان عن بعضهما، وباتت الهامات تنحني إجلالاً لهذه الانتصارات وتقديراً لما يبذله أبطالها من الغالي والنفيس من أجل تحقيقها، فالانتصارات كثيرة ومتتالية ومتعددة وذاكرها للتذكير يحتاج إلى الكثير من الصفحات حتى يستوعبها ولكن تبقى هنالك عناوين إن ذكرت شملت الكثير منها كمعارك تحرير محافظة صلاح الدين ومعارك جبال مكحول.
ولم تخل الساحة طيلة هذه الفترة من بسط المفلسين بضاعتهم هذه التصريحات المعتوهة الصادرة من جهات محلية ودولية داعمة للإرهاب ضد تحرك الحشد الشعبي المقدس والمحاولات الدائمة من تصغير وقعه وقلب قصده، ولكن أصبحت هذه التصريحات تتحول إلى هجمات كلامية شرسة لا نبالغ إن قلنا قد تعادل هجمات الرصاص والمفخخات من حيث غايتها فكلاهما يريدان إحباط الحشد وتفتيت قواه والاقتصاص منه بالقتل أقل تقدير، ومع تهيؤ الحشد المقدس للانطلاق صوب محافظتي الموصل والرمادي لإمضاء بصمة النصر على أرضهما وتطهيرها من الدنس الذي حل فيها منذ فترة تتكالب هذه التصريحات حتى أنطقت من لم يسمع لهم صوت ضد من استباح الأرض والعرض في ساعة واحدة، فما زال صدى تصريح مجلس محافظة الموصل تصريحاً تمثل بعدم سماحهم للحشد الشعبي(أبناء البلد) الدخول إلى الموصل محرراً من مغتصبيها(مرتزقة الدول)، وقد صور هذا التصريح الحالة الهستيرية التي يعيشها هؤلاء من تكوين الحشد وبطولاته وانتصاراته، صورة واقعية وما أقبحها من صورة!!، وآخرون دوليون أخذوا يحوكون المؤامرات على هيئة مؤتمرات غايتها إدراج الحشد الذي يسعى جاهداً على إنقاذ أطفال ونساء بلدهم من أيدي القتلة ضمن قائمة الإرهاب، التي استثنت منها قتلة الأطفال والنساء في دولتي اليمن وفلسطين، مفارقة عجيبة!!، ومع دخول الحشد المقدس إلى الرمادي وتحرير مناطقها وأصبح على وشك الانتصار النهائي، تصاعدت وتيرة هذه التصريحات بشكلٍ يثير سخرية العقلاء والمعتدلين، حيث تتعالى من هنا وهناك جملة من الاتهامات تتلخص باستهداف مقاتلي الحشد للمدنين في الرمادي والفلوجة وتصويره بأنه تخليص ثأر قائم على أساس مذهبي، ظناً منهم أن ترهاتهم هذه باتت مجدية في تزييف الحقائق ولكن هيهات أن تصدق ظنونهم فالحقيقة واضحة للعيان كوضوح الشمس في كبد السماء، فمن جانب بات العالم أجمع يَقرُّ بأن الحشد المقدس والقوى العسكرية تضرب بيد واحدة وكلاهما قد ضم بين صفوفه مقاتلين من جميع الطوائف والأديان، ومن جانب آخر أن التحرك الإعلامي للمعارك آتى أكله من حيث أنه نجح في نقل الصورة إلى العالم لينظروا بالعين أن قتلى هذه المعارك ما هم إلا أفراد الكيان الداعشي، فضلاً عن أسراهم لاسيما وأنهم من جنسيات مختلفة، فمنذ متى ولمدينتي الرمادي والفلوجة أبناء فرنسيون وسعوديون وصينيون...!!، ولكن زيف هؤلاء وضغينتهم للعراق والعراقيين قد ذهب بموضوعيتهم وراحوا يتفوهون بترهاتٍ لا تمضي حتى على الصبيان، محاولة منهم لتأجيج الرأي العام ضد الحشد من خلال تشويه مسيرته القتالية هذه المسيرة الخالية من كل مثلبة مؤزراً بالنصر وهي النهاية التي أصروا على تحقيقها منذ لحظة انطلاقهم وما من شيء يحول دون ذلك أبداً فالأعداء يصرحون وقافلة الحشد تسير بلا توقف.