قرآننا والبسملة
اعتاد الناس في بدء أعمالهم أو تسميتهم لأولادهم أو عندما يُعَنْوِنون مؤسساتهم أن يربطوا ذلك باسم عزيز من أعزتهم وعظيم من عظمائهم ليكون ذلك العمل أو الولد أو المؤسسة مباركاً ببركة ذلك العزيز متشرفاً بذلك العظيم وليكون هذا البدء والتسمية مذكراً بذلك العزيز العظيم فأن هذه التسمية والبدء يخلق نوعاً من الارتباط بصاحب الاسم وقد جرى كلام الله سبحانه على هذا الذي اعتاده الناس فابتدأ كلامه باسمه تعالى ليكون كلامه كل كلامه مرتبطاً باسمه سبحانه (لأنه العظيم الحقيقي ولا عظيم مستقل غيره بل أن وجد عظيم فهو يستمد عظمته من سبحانه ولأنه العزيز الحقيقي (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) ، بل أن كل عمل ليس لوجه لله فهو هالك وخمول ومنتهي أما العمل الذي يقصد به وجه الله فيكتب له الخلود فبقاؤه مرتبط بعمله لوجه الله لذلك روى جميع المسلمين من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) (كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر) ومعنى ذلك أن كل أمورنا ذات الأهمية لا بد أن تبدأ باسم الله وإلا فهي بتراء أي مقطوعة الآخر ومعنى الاسم (اللفظ الدال على المسمى) فكل إنسان منا يضع لفظاً ليدل على وليده الجديد مثل ( ع. ل . ي) ليكون هذا اللفظ دال على هذا المعنى وبكلمة ثانية يخرج هذا اللفظ المولود الجديد من التنكير إلى التعريف ولذلك يقال عادة أن الاسم من السمة وهي العلامة أو من السمو بمعنى الارتفاع وكلا الأمرين يحصلان بالتسمية فبالاسم يُعلمَّ المسمى (تكون له علامة) ويرتفع عن الجهالة إلى العلم به من خلال الاسم ومن هذا نفهم إن الاسم غير المسمى، فالاسم لفظ والمسمى معنى خارجي، وقد ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام)، (مَن عبد الاسم فقد كفر ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه فهو من الإيمان وذلك التوحيد) وحرف الباء الذي يسبق الاسم يفيد معنى البدء والاستعانة به سبحانه وهذان المعنيان متلازمان فيكون المعنى: أبدأ باسم الله واستعين بذاته المقدسة