الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بولادة الإمام الضامن علي بن موسى الرضا وأخته المعصومة "عليهما السلام"

وسط الأفراح الغامرة وأجواء مزدانة بالبهجة والسرور بذكرى مولد ثامن الأنوار المحمدية، وشمس شموس البيت العلوي والدوحة الهاشمية السلطان الرؤوف الإمام علي بن موسى الرضا، وأخته السيدة فاطمة المعصومة "عليهما السلام"، وابتهاجاً بهاتين المناسبتين العطرتين وبرعاية مباركة من الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري ، أقيم في رحاب الصحن الكاظمي الشريف الحفل المركزي البهيج بحضور كوكبة من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين القارئ السيد عبد الكريم قاسم، تلاها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد قائلاً: (نحتفي اليومَ في هذه الرحابِ الطاهرة بمولدِ إمامٍ له ارتباطٌ وثيقٌ مع صاحبَيِ المشهد الذي نحن بجوارهما.. فهو ابنُ الإمامِ موسى الكاظم وأبو الإمامِ محمد الجواد.. كما نحتفي بالسيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم "عليه السلام" التي قال فيها الإمام الجواد عليه السلام: (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة). فهاتان الشخصيتان لهما مكانة عظيمة في نفوس المؤمنين ولطالما يشتاق لزيارتهما الموالون والمحبون.. فالأول أنيس النفوس المدفون بأرض طوس والثانية سيدة عش آل محمد وكريمة أهل البيت "عليهم السلام"، وبهذه المناسبة الكريمة نرفع إلى مقامِ صاحبِ العصر والزمان الحجةِ بنِ الحسنِ "عجل الله فرجه" وإلى علمائنا الأعلام والعالمين الإسلامي والإنساني أسمى التهاني وأزكى التبريكات بذكرى ولادةِ الإمامِ الرؤوفِ عليِّ بنِ موسى الرضا وأخته السيدة فاطمة المعصومة "عليهما السلام" جعلنا الله وإياكم من السائرين على منهجهما والمقتدين بسيرتهما.
وأضاف: إن استذكارَنا يجب أن لا يقتصر على عقد المجالس والمحافل فقط وإن كان في ذلك ثواب عظيم، بل لابد أن يكون من خلال الالتزام بوصايا أهل البيت "عليهم السلام" متخذين منهم أسوةً وقدوةً في حياتنا، ومن تلك الوصايا حديث الإمام الرضا "عليه السلام" بإحياء أمرِ محمدٍ وآل محمد قائلا: "رحِمَ اللهُ عبدًا أحيا أمرنا، فقيل له: فكيف يُحيى أمرُكم؟ قال: يتعلّمَ علومَنا ويُعلـِّمُها الناسَ، فإنّ الناسَ لو عَلِموا محاسِنَ كلامِنا لاتّبَعونا".
إذن هذه مسؤولية وضعها الإمام على عاتقنا وأمانة استودعها في أعناقنا للدعوة الحسنى إلى أهل البيت "عليهم السلام" ومدرستهم ومنهجهم خاصة ونحن نعيش في زمن التناحر العقائدي والمواجهة الفكرية التي تستهدف الخط الرسالي للأئمة المعصومين "عليهم السلام" ومحاربة أتباعهم في كل بقاع العالم.. وعلينا جميعا أن نكون على قدر تلك المسؤولية بأن نكون دعاة صامتين لمنهج أهل البيت الذي هو منهج الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة).
كما شهد الحفل البهيج مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بمجموعة من الأناشيد الإسلامية، ومشاركة للشاعر كرار المولى الكاظمي بقصيدة ولائية جادت بها قريحته بأجمل وأعطر كلمات الحب والولاء للإمام الرضا "عليه السلام"، مطلعها:
جَل الذي لرؤى نعماك قد شرعا... بين الجوادين وصلاً عدلهُ انقطعا
كنز القناعة من معناك حاصلهُ... وشاحبُ الفقرِ من مغناك قد لمعا
واختتم الحفل بمشاركة وتألق كلّ من: الرادود عمار السماوي، والرادود كرار الكاظمي بالأهازيج والرّدات التي ترنّمت بحقّ صاحبَي الذكرى "عليهما السلام"، حيث أضافا من خلالها روح البهجة ورسما الفرحة على وجوه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".. كما تم تكريم أصحاب المحتوى الهادف الذين كان لهم إسهامات في نشر النشاطات الخدمية والعمرانية والثقافية للعتبة الكاظمية المقدسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.