بأجواء إيمانية الصحن الكاظمي الشريف يشهد إقامة المحفل القرآني الدولي

من ذُرى المجد والولاء من ديار كرم الإمامة وفيضها الزاخر، من بقعة الطهر المُفعمة بالقداسة والإيمان، رحاب الإمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، استضاف رواق سيدنا عبد الله بن عبد الطلب المحفل القرآني الدولي، الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة  بمشاركة قرّاء ومحكمي مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم الأولى، بحضور كوكبة من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني، وجمع من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".

استهل افتتاح المحفل بتلاوة لقارئ مآذن الصحن الشريف الشيخ منير عاشور، بعدها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (نحييكم بأعظم التحايا في هذا اليوم القرآني المبارك، ونحيي ضيوفنا الأعزاء مِنْ حَفَظَة وقرّاء ومحكمين والذين شرّفونا بحضورهم في بلدهم العراق، مهد الإقراء والقراءات، عراق أئمة القراءات كعاصم وحمزة والكسائيّ الكوفيّيْن، وأبي عمرو البصري وغيرهم، فاليوم تجتمع هذه الثلة الطيبة من أهل القرآن ببغداد، ليشع نور القرآن في بلادنا، وتتنور القلوب بحسن تلاوتهم وجودة حفظهم، ويتنافسوا نحو المعالي في رحابه، كما قال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، فلا يخفى على أحدٍ أنَّ الأداء الصوتي للقرآن الكريم له تأثير على النفس الانسانية؛ فهو يحاكي ملكاتها المتعددة، الفكرية أو الوجدانية وغيرهما، لذا فإن تحسين تلاوة القرآن الكريم أمر مهم، وهذا ينطلق من ثقافة القارئ وبراعته ليؤثر في نفوس المستمعين بالتدبر والتأمل فيه، فالقرآن الكريم إعجازه وجماله متعدد الجوانب يجعله يؤثر في القلوب والعقول، قال تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) ففي هذه الآية المباركة دلالة على مدى تأثير القرآن الكريم في النفس الإنسانية.

وأضاف: لقد كان العراق وما زال بفضل الله تعالى مناراً للعلم والعلماء الذين أهتموا بعلوم القرآن الكريم، فبرزَ على مدى عصور خَلَتْ جملة من مفسرين ذاع صيتهم في العالم الإسلامي، ومؤلفين في علومه المختلفة تتوارثها الأجيال جيلا عن جيل؛ لتتعرف على عظمة القرآن وأسراره، فيجب على الأمة أن تبقى علاقتها وثيقة بكتاب الله تعالى، وهذا ما أكدته الآيات المباركة والروايات الشريفة، وما تؤكد عليه توصيات سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) في مناسبات مختلفة، وبذلك تأكيد على مدى التمسك بمنهج الثقلين (القرآن والعترة).

ولا يسعنا في هذا اللقاء إلا أن نبارك لكم أيها الأحبة إقامة هذه المسابقة القرآنية الدولية التي تقيمها جمهورية العراق ليلتحق بلدنا بغيره من البلدان التي تنظم مثل هذه المسابقات..).

 تلاها مشاركة نُخبة من القرّاء الدوليين كلّ من: القارئ الشيخ قاسم رضيعي من الجمهورية الإيرانية الإسلامية، والمقرئ الأستاذ الدكتور أحمد نعينع من جمهورية مصر العربية، بباقة من التلاوات القرآنية المباركة عطرت أجواء الصحن الكاظمي الشريف، والتزوّد ببركات الذكر الحكيم، ونيل الثواب والأجر العظيم في بيت من بيوت الله، وباب من أبواب قضاء الحوائج.

كما تخلل المحفل الذي أجاد عرافته المنشد عبد العظيم الحسناوي، مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بقصيدة عنوانها: (قرآننا منهج الرشاد).

وتجدر الإشارة أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تواصل جهود مشروعها القرآني، والسعي إلى نشر التربية والثقافة القرآنية وتنمية الوعي الديني بين الأوساط الاجتماعية، واستضافتها لشخصيات قرآنية بارزة، وبرامج مستقبلية مختلفة ستكون هي الأوسع والأشمل في الساحة القرآنية، فضلاً عن دعم برامج مركز القرآن الكريم التابع للعتبة الكاظمية المقدسة وعلى المستويات كافة.